فاز نادى باريس سان جيرمان الفرنسى على انترميلان الإيطالى بخماسية نظيفة فى نهائى دورى أبطال أوروبا فى المباراة التى أقيمت فى استاد أليانز أرينا معقل فريق بايرن ميونخ الألمانى فى مباراة شهدت أداء مذهل من النادى الباريسى وغياب تام لنادى إنتر ميلان الذى حضر اسماً وغاب لعباً وأداءً وحضوراً.
غياب غريب لإنتر
غرابة سيناريو المباراة تكمن فى الغياب التام لنادى إنتر عن التنافس مع النادى الباريسى فبالرغم من الأداء القوى لنادى إنتر طوال الموسم بصفة عامة حيث نافس على الحصول على الثلاثية التاريخية الدورى والكأس المحليين ودورى أبطال أوروبا وفى دورى الأبطال بصفة خاصة حيث قدم أداء راق ومستوى ثابت طوال البطولة وأقصى فرق ذات باع كبير ومرشحة بقوة لحصد اللقب مثل بايرن ميونخ الألمانى فى دور الثمانية بنتيجة 4-3 و برشلونة الأسبانى فى قبل النهائى بنتيجة 7-6 فى أروع لقاء قبل نهائى فى تاريخ البطولة ووصل للمباراة النهائية إلا أنه غاب تماماً فى تلك المباراة أمام باريس سان جيرمان ولم يدخل المباراة إلا بعد أن أحرز النادى الباريسى هدفين فى أول 20 دقيقة أنهى بهما المباراة إكلينيكياً.
فقد كان جميع نجوم الفريق - الجناحان الإيطالى دي ماركو والهولندى دومفريز وصانع الألعاب التركى شالهان أوغلو والمهاجمان الأرجنتينى لاوتارو مارتينيز والفرنسى ماركوس تورام والحارس السويسرى يان سومر وباقى نجوم الفريق بعيدين جداً عن حالتهم الطبيعية بالإضافة إلى الحالة المزرية لخط الدفاع وعدم فاعلية تغييرات المدرب سيميونى إنزاجى وعدم تمكن الفريق من بناء الهجمات من الخلف أو فى وسط الملعب وإكمالها إلى منطقة جزاء الخصم لصنع فرص حقيقية للتسجيل .
أداء مذهل لباريس
أدى باريس سان جيرمان أداءً مذهلاً فى المباراة فقد قام بالسيطرة على مجرياتها وتسييرها كما يشاء على أفضل سيناريو ممكن عن طريق الضغط على دفاع إنتر منذ بداية المباراة وتسجيل هدف فى الدقيقة 12 عن طريق المغربى المتألق أشرف حكيمى - الذى كان من نجوم المباراة ورفض الإحتفال بتسجيل الهدف احتراماً لناديه السابق إنتر ميلان – ثم تسجيل هدف آخر مبكر أيضاً فى الدقيقة 20 عن طريق المهاجم الفرنسى دزيرى دوى رجل المباراة – أنهى به المباراة فعلياً ثم فى الشوط الثانى لجأ إلى الدفاع لامتصاص هجمات إنتر ثم اللعب على التحولات والهجمات المرتدة تمكن من خلالها من إحراز 3 أهداف أخرى كرست فوزه واكتساحه لمجريات اللعب فى سيناريو لم يعط الفرصة لإنتر أن يستفيق أو أن يكون له أى تواجد فى المباراة .
تألق لاعبى باريس
تألق العديد من اللاعبين فى صفوف باريس سان جيرمان أبرزهم دوى رجل المباراة الذى أحرز هدفين وصنع هدف والمهاجم الفرنسى عثمان ديمبلى الذى أرهق دفاع إنتر بتحركاته طوال المباراة والمهاجم الجورجى كفارتسخيليا الذى كان حاسماً فى جميع الهجمات وأحرزهدف مذهل من هجمة مرتدة فى الشوط الثانى والظهير الأيمن المغربى أشرف حكيمى الذى تنوع ابداعه بين الدفاع والهجوم وهو صاحب الهدف الإفتتاحى ليصبح ثالث لاعب عربى يسجل فى نهائى دورى الأبطال بعد الجزائرى رابح ماجر والمصرى محمد صلاح ومن نجوم باريس أيضاً فى المباراة البرتغالى فيتنها صانع الألعاب الذى كان عاملاً مشتركاً فى جميع هجمات باريس فى المباراة كذلك البديل المهاجم الفرنسى باركولا الذى صنع الهدف الخامس وأهدر عدة أهداف محقة فكان له تواجد هجومى قوى و مؤثر جداً فى المباراة كدليل على حسن إدارة المدرب انريكى للمباراة وتدخله فى الوقت المناسب بالتغييرات المؤثرة .
لو!
كل تلك العوامل دلت عل استحقاق باريس للفوز بالمباراة نظراً للجهد الذى بذلوه و الأداء الذى قدموه ولكن كل ذلك كان من الممكن ألا يتحقق لو أن الإنتر كان فى حالته الطبيعية فى المباراة ولكن الحقيقة أن إنتر لم يكن فى حالته الطبيعية المعتاد عليها طوال الموسم وطوال البطولة وكان خارج الخدمة طوال شوطى المباراة ولولا ذلك لشاهدنا مباراة أكثر إمتاعاً تتسم بالندية والصراع وتبادل لإحراز الأهداف فى كلا المرميين .
نجاح المشروع
بهذا الفوز حقق باريس اللقب لأول مرة فى تاريخه متساوياً مع غريمه مارسيليا الفرنسى وحقق الثلاثية التاريخية (الدورى – الكأس – دورى الأبطال ) لأول مرة فى تاريخه أيضاً وحرم إنتر من الفوز باللقب للمرة الرابعة فى تاريخه حيث كان يطمح بهذا الفوز إلى الإبتعاد عن غريمه يوفنتوس صاحب البطولتين والإقتراب من غريمه الآخر إيه سى ميلان صاحب السبع بطولات .
والأهم فى هذا الفوز أنه تحقيق لنجاح مشروع باريس سان جيرمان الذى بدأ عام 2011 منذ 14 عام عندما تولت الإدارة القطرية الجديدة مقاليد الأمور فى النادى وقد زاد طموح النادى حالياً ليصبح الفوز بكأس العالم للأندية وتكرار الفوز بدورى الأبطال لمرات أخرى هى ألاهداف الجديدة للنادى .
لمسة إنسانية
وقد كانت هناك لمسة إنسانية من جماهير باريس سان جيرمان عندما رفعت لوحة تحمل صورة ابنة المدرب انريكى الراحلة عن عمر 9 سنوات عام 2019 بعد صراع مع المرض ليكون ذكرى حضورها متواجداً مع فرحة المدرب بالتتويج بالبطولة وليتم إهداء اللقب الغالى إلى روحها فى مظهر يبرز سمو ونبل معنى الرياضة.