نبــذة عن اتخــاذ القــرار(Decision Making) فى الملعب للاعبين

يحدث كثيرا عند مشاهدتنا لمباريات كرة القدم أن نقوم بتشجيع لاعب على تنفيذه لشىء معين داخل الملعب هذا الشىء قد أفاد فريقه وساهم فى نجاح الفريق فى المباراة مثل أن يكون اللاعب المهاجم مثلاً (أ) فى مواجهة المرمى ولكن هناك لاعب زميل له (ب) فى موقف أحسن يكون التسجيل منه أسهل وأضمن فيقوم اللاعب المهاجم (أ) المستحوذ على الكرة بتفضيل التمرير له على أن يحاول التسجيل بنفسه فيقوم اللاعب الآخر(ب) باستغلال الفرصة و التسجيل بسهولة مما يعود بالنفع على الفريق.

وفي أحيان أخرى يفضل اللاعب الأول (أ) التسجيل بنفسه رغم صعوبة موقفه مما يتسبب فى ضياع فرصة مؤكدة للتسجيل كان من الممكن أن يستفيد منها الفريق وتنقله إلى مرحلة أخرى .

الفرق بين الحالة الأولى والثانية فى المثال السابق هو القرار المتخذ من اللاعب (أ)، فهذا اللاعب لديه خيارين فى الملعب إما التسديد وإما التمرير... واتخاذه للقرار الصحيح منهما يساعد فريقه على النجاح ويسهل أمور كثيرة جداً له فى المباراة.

إن اتخاذ القرارعند أى لاعب كرة فى أى موقف فنى يتعرض له فى المباراة هو مهارة شخصية معرفية خاصة بكل لاعب.

 وتتفاوت جودة القرارات من لاعب لآخر، وكلما كان اتخاذ القرار عند لاعب أفضل منه عند لاعب آخر كان ذلك اللاعب (الأول) من اللاعبين المفيدين للفريق ومن اللاعبين المميزين اللذين يفضل المدرب الاعتماد عليهم فى المباريات لتسهيل الأمور له وللفريق خلال المباريات وزيادة نسبة نجاح الفريق.

إن أفضل اللاعبين هم اللذين ينفذون قرارات تفيد فرقهم فى المواقف التى يتعرضون لها خلال المباراة، ولكن ليقوم اللاعب بتنفيذ قرار في موقف معين خلال المباراة لابد أن يتوفر لديه شيئين :

أولاً : الذكاء الفنى والإدراك بأن هذا القرار سيفيد الفريق .

وثانياً : القدرة المهارية و البدنية على تنفيذ هذا القرار فى الملعب .

فبعض اللاعبين يكون لديه (الذكاء الفنى والادراك لاتخاذ قرار فنى معين) مفيد للفريق مثل: أن تكون المراوغة للاعب الخصم فى موقف ما فى المباراة مفيد للفريق واللاعب يدرك ذلك لكنه يفتقد القدرة المهارية والبدنية لتنفيذ هذا القرار، والعكس بالعكس، فقد يكون اللاعب عنده القدرة (المهارية والبدنية) لتنفيذ مهارة معينة بنجاح مثل التسديد من مسافات بعيدة ولكنه يفتقد الذكاء الفنى والإدراك لتنفيذ هذه المهارة فى الوقت المناسب الذى يعود بالنفع والفائدة على الفريق، فمثلاً يقوم بالتسديد عندما يحتاج الفريق للتمرير أو عندما يكون هناك لاعب خصم أو أكثر من لاعب خصم فى طريق التسديدة،  أو مثلاً يمتنع عن التسديد فى وقت يكون فيه التسديد هو الأكثر ملائمة فى موقف ما فى المباراة .

وهنا يبرز دور المدرب كعامل رئيسى لتطوير القرار وتحسينه عند اللاعبين عن طريق :

أولاً : تصحيح الأخطاء المرتكبة من كل لاعب خلال التمارين والمباريات و إرشاده إلى القرار الأصوب فى كل موقف ومناقشته مناقشة بناءة فى ذلك ومعرفة وجهة نظرهذا اللاعب فى كل قرار اتخذه، من وجهة نظرالمدرب، كان من الممكن أن يقوم به اللاعب بشكل أفضل. فعن طريق المناقشة والتصويب يتحسن ويتطور القرار عند اللاعب ويتطور الفكر الكروى عند كل من اللاعب والمدرب.

ثانياً : الإستعانة بالتمارين والتقسيمات المشروطة التى توسع مدارك اللاعبين وتطور منطقة اتخاذ القرار عندهم.

ولتبسيط الأمور فإن من أنواع التمارين التى تنمى منطقة اتخاذ القرار عند اللاعبين هو التمرين الذى يمارسه اللاعب ويكون عنده أكثر من خيار فى كل موقف يتعرض له خلاله، كأن يكون هناك خياران أمامه فى تمرين ما مثلاً إما التمرير أو الدربل بالكرة، ودوره هو أن يختار قرار واحد منهما فى كل مرة يلمس فيها الكرة ويكون القرار حسب الموقف الحالى للاعب فيختارعلى أساس هذا الموقف الخيار الأصح .

وفيما يلى تمرين من التمارين التى يمكن للمدرب الإستعانة بها لتطوير القرار عند اللاعبين الناشئين وتنمية الإحساس بالقرار عند هذه الفئات السنية الصغيرة :

الإعداد :

·        قم بتجهيز مساحة من الملعب تناسب السن وإمكانيات اللاعبين الموجودين .

·        4 ضد 4 فى الملعب بالإضافة إلى 4 لاعبين محايدين على حدود منطقة اللعب .

كيفية اللعب :

·     أحد الفريقين يُعطَى كل لاعب فيه كره ويُطلَب من كل منهم الإحتفاظ بالكرة تحت الضغط الذى يجب أن يقوم به لاعبو الفريق الآخر عليهم .

·        اللاعبون (أصحاب الكرات) يمكن أن يستعينوا باللاعبين (المحايدين) الموجودين خارج مساحة اللعب الذين يكون دورهم هو استلام الكرة وإعادة تسليمها مرة أخرى للاعبين بعيداً عن الخصم.

·   اللاعبون من الفريق الآخر يقومون بالضغط على اللاعبين (أصحاب الكرة) وبعد ذلك يحاولون الاحتفاظ بها، ولديهم القدرة أيضاً على الاستعانة باللاعبين (المحايدين) خارج الملعب.

التعليمات التدريبية :

يمكنك توجيه اللاعبين بتشجيعهم على الخيارات الآتية :

·   بعد تمرير الكرة هل يستطيع اللاعب إيجاد المساحة للاستلام مرة أخرى على سبيل المثال من خلال الجرى التمويهي (Disguising Run ) .

·      هل يحاول اللاعب تخطى الخصم عن طريق طلب التمريرة الحائطية (وان تو) من اللاعب المحايد .

·   هل يحاول اللاعب خداع الخصم عن طريق إيهامه بأنه يحاول التمرير وبدلاً من ذلك يقوم بعمل دريبل بالكرة والعكس بالعكس .

تطوير التمرين :

يمكنك تطوير التمرين بادخال الخيارات الآتية :

·    أضف مناطق نهاية (End Zones) فى الملعب واللاعب الذى يستطيع أن يحتفظ بالكرة ويقطع بها الملعب من منطقة النهاية الأولى إلى منطقة النهاية الأخرى يحرز نقطة، واللاعب متاح له الإستعانة باللاعبين المحايدين.

·   عندما يمرر اللاعب الكرة إلى لاعب محايد يقوم اللاعبان بتبديل الأدوار، فيدخل اللاعب المحايد إلى الملعب واللاعب الآخر يأخذ دوره خارج الملعب كلاعب محايد.

·        أضف أكثر من مرمى صغير فى كل منطقة نهاية واطلب من اللاعبين محاولة التسجيل.

·       يمكنك إدخال لاعب من اللاعبين المحايدين إلى داخل الملعب ليقوم بدوره فى المساندة من داخل الملعب وليس من خارج الملعب.

هذا التمرين السابق يطور مهارات الدريبل والتمرير والتحرك والمراوغة وهذه الخيارات الأربعة تنمى وتطوّر أيضاً القرار عند اللاعب، فيجب على المدرب توجيه اللاعب للإحساس بالقرارات المتخذة خلال المواقف المختلفة وتقييمها.

ودور المدرب أيضاً هو تحسين قرارات اللاعبين بارشادهم للقرارات الأصوب وبهذا الأسلوب يبنى اللاعب خبرات تراكمية من المواقف المختلفة التى يتعرض لها أثناء التمرين، والمباريات تحسن من ذكائه الفنى وإدراكه ... كمــا يطور هذا التمرين أيضاً مهارات التواصل بين اللاعبين عن طريق اللعب الجماعى .